الأحد 8 حزيران 2025

الكذّاب "المؤثر"... لا صدق ولا تأثير!


بقلم عصام الحلبي

اتصلت فيه وأنا أشعر أني أقرع باب الإنسانية الأخير.

قلت له: "أخونا، في مريض محتاج عملية، وضعه لا يُحتمل، والوقت يداهمنا."

ردّ عليّ بصوت فيه روحانية تفوق شيخ منتحل:

 "أنا الآن صائم... بعد الإفطار إن شاء الله بتواصل معك."



قلت: ممتاز... فيه أمل.

أفطر الرجل، و"شرب المي، وتوضّى، وصلّى"، لكنه نسي يتصل.
مرّ الليل... مرّ اليوم التالي... حتى حس الوقت بالحرج منه.

وعرفت لاحقًا أن الكذب عنده مش زلّة... هذا منهج حياة.

هذا "الشهير" اللي بيحب يوزّع الهدايا قدام الكاميرات، ويحضن الفقراء بشرط يكون المصور جاهز، ويغرد بتغريدة كلها تعاطف – بس بشرط يعمل لها "تاغ" لشخصية مشهورة.

بس لما تحكيه عن محتاج فعليّ، مريض مش قادر يتنفس من الألم؟
بيبخل... بيختفي... أو بيتحول لمخرج سينمائي وبيكتبلك سيناريوهات اعتذار خيالية.

كذاب "فول أوبشن"

هذا النموذج من الناس، مش بس كذاب، لأ، هو كذاب فول أوبشن:

يكذب بإقناع،

يختلق أعذارًا بروحانية عالية،

ويقدّم نفسه على إنه فاعل خير، وهو أساسًا فاعل "حبر على سوشال ميديا".


بالمختصر:
هو الشخص اللي لو وزّع ورد، الوردة تموت من الحياء.

الناس مش تطبيقات... والمساعدة مش "فلتر"

يا جماعة، الخير مش فلتر نحطه لما بدنا نطلع حلوين قدام الناس.
والشهرة مش رخصة نكذب ونتفلسف ونفوت عالقلوب بـ"لايك".

الناس المحتاجة ما بتدور على مشهور، بتدور على إنسان.

ويا ليت كل من يدّعي الشهرة والخير يعرف إن:

 "الي بيوصل للمحتاجين بصمت... أصدق من ألف مؤثر بيكذب بصوت عالي."

النهاية -اللي مش نهاية فعلًا

إذا كنت مشهور وبتمثّل إنك "فاعل خير"، بس تبخل على مريض محتاج، وتكرم مسؤول مش بحاجة؟
اسمحلي أقولك بصراحة:

 "أنت مش مؤثر... أنت مأثّر سلبي على الإنسانية!"
  ملاحظة؛ اتذكرون رابح النار... المطرب المحتال هو  هذا صاحبنا الكذاب.



-