سردينيا- - وكالة النهار الاخبارية
في مدينة أولبيا الإيطالية، حيث تلتقي الوفود المشاركة في مهرجان Med Fest الذي يجمع شعوب المتوسط حول قضايا الطاقة والهجرة والسياحة، برز السفير المغربي لدى إيطاليا يوسف بلا بكلمة حملت الكثير من المعاني والدلالات. فقد شدّد على أن البحر الأبيض المتوسط "ليس حاجزاً يفصل بين إفريقيا وأوروبا، بل جسر يربطهما ويمنحهما معاً فرصة مشتركة للاستقرار والتنمية".
ورأى بلا أن هذا الفضاء البحري، الذي يستحوذ على نحو 20% من حركة النقل البحري العالمي، يشهد تراجعاً في حجم التبادل التجاري بنسبة 3%، الأمر الذي يستدعي "إعادة إحياء دوره كقاطرة للتعاون الإقليمي"، مذكّراً بأهمية الممرات البحرية والمضائق الاستراتيجية مثل جبل طارق وباب المندب، باعتبارها "شرايين التجارة الدولية التي تحتاج إلى حماية وصون دائمين".
وتوقف السفير المغربي عند التجربة الوطنية في مجال الانتقال الطاقوي، مؤكداً أن بلاده باتت نموذجاً في الاستثمار في الطاقات النظيفة. وأشار إلى مشروع "نور-1" في ورزازات، الذي يُعدّ أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، إضافة إلى مشاريع الهيدروجين الأخضر وخط أنابيب الغاز المغربي – النيجيري، فضلاً عن مشروع الكابل البحري المزمع إنشاؤه لربط المغرب بألمانيا وقال بلا: "إن هذه المشاريع تضع المغرب في طليعة الدول الساعية إلى تحقيق أمنها الطاقوي عبر مصادر نظيفة، وصولاً إلى تغطية 52% من حاجاتها من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030".
كما كشف عن مشروع استراتيجي يجري العمل عليه لإنشاء نفق بحري يربط المغرب بإسبانيا بطول 60 كيلومتراً، منها 28 كيلومتراً تحت البحر، معتبراً أن هذا المشروع سيكون "أول جسر حقيقي يربط إفريقيا بأوروبا"، وأنه سيسهم في تعزيز التبادل وضبط الهجرة غير الشرعية والتصدي لشبكات الاتجار بالبشر.
وختم السفير كلمته بالتشديد على أن المتوسط يجب أن يكون فضاءً مشتركاً للتنوع والازدهار، قائلاً: "إننا أمام فرصة تاريخية لتحويل هذا البحر من خط تماس إلى مجال تعاون، ومن ساحة تنافس إلى فضاء للتنمية والتكامل".