روما – ماجدلينا شيلانو- النهار الاخبارية
في الذكرى السابعة والتسعين لميلاد الثائر الأممي إرنستو "تشي" غيفارا، احتضنت سفارة جمهورية كوبا في روما مساء اليوم فعالية أدبية مميزة بعنوان: "بين الأسطورة والثورة: تشي غيفارا في شعر هيكتور سيلانو"، جمعت بين الشعر والموقف السياسي، وسلطت الضوء على معاني الكفاح والتحرر في زمن الأزمات العالمية المتفاقمة.
الفعالية التي نظمت بالتعاون مع مؤسسات داعمة لكوبا وفنزويلا، شكّلت وقفة أدبية وسياسية ضد الحصار الأميركي المفروض على البلدين، مجددةً الدعوة إلى رفع الإجراءات القسرية الأحادية الجانب التي تُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
شاعر الثورة والمقاومة
وكان نجم اللقاء الشاعر الأرجنتيني-الكوبي هيكتور سيلانو، أحد أبرز الأصوات الشعرية في أميركا اللاتينية، الذي ألقى مختارات شعرية جديدة مكرسة لشخصية تشي غيفارا، أعاد من خلالها تقديم صورة الثائر من منظور إنساني وفني يتجاوز الرمزية التقليدية، ليرسم ملامح رجل عاش بين الحلم والانكسار، بين الحماسة الثورية ومآلاتها المعقدة.
سيلانو، المعروف بإسهاماته في إذاعة هافانا كوبا، والحائز على جائزة "مدينة تشي"، قدّم شعره بلغة مكثفة نابضة، ليؤكد أن الكلمة قادرة على مقاومة الحصار كما السلاح.
ثلاث محطات في سيرة الإرث
وتوزع اللقاء إلى ثلاث محاور رئيسية:
"الوجه الأسطوري": قراءة في صورة تشي الأيقونية كما التقطها المصور ألبرتو كوردا، وتحولها إلى رمز عالمي.
"شاعر وثائر": قراءات شعرية بصوت سيلانو تمزج بين الشعر والسياسة.
"الذاكرة المشتركة": نقاش مفتوح مع الحضور حول دلالات الإرث الغيفاري في زمن الهيمنة النيوليبرالية والحروب المستمرة.
استمرار لمشروع "شعراء ضد الحصار”
الفعالية ارتبطت كذلك بتجربة "شعراء ضد الحصار"، وهي أنطولوجيا شعرية دولية صدرت عام 2020 بمشاركة أكثر من 130 شاعرًا من كوبا وفنزويلا وإيطاليا، في مبادرة ثقافية مناهضة للحصار الأميركي، أطلقتها الصحفية والناشطة جيرالدينا كولوتي، التي لعبت دورًا محوريًا في تنظيم الحدث.
وقد نوّه المنظمون بالدور الريادي لكولوتي في تعزيز التضامن الثقافي وبناء جسور تلاقي بين المبدعين في الجنوب العالمي، عبر مشاريع نشر وعروض دولية كان أبرزها في معرض الكتاب الدولي بفنزويلا بحضور رسمي.
الشعر كسلاح في زمن الانهيارات
"في زمن التصدع العالمي والخيبات المتتالية، تعود القصيدة لتكون سلاحًا محمّلًا بالمستقبل"، بهذه العبارة اختُتم اللقاء الذي دعا إلى إبقاء الحلم الغيفاري حيًا، لا في المتاحف، بل في الوعي الجمعي، وفي ميادين النضال الثقافي والسياسي.
الدخول كان مجانيًا، والحضور غصّ بوجوه ثقافية ونشطاء تضامن من مختلف الجنسيات.