روما - مادلينا شيلانو
بعد بوليا وإميليا رومانيا، قد تنضم توسكانا هي الأخرى إلى قائمة المناطق التي تقطع علاقاتها المؤسسية مع إسرائيل احتجاجًا على حكومة نتنياهو والوضع الإنساني في غزة. لكن محور الجدل لا يقتصر على القضايا الدولية: فالشخصية المحورية هنا هي ماركو كارّاي، رجل الأعمال، الذراع الأيمن التاريخي لـماتيو رينزي، والقنصل الفخري لإسرائيل في فلورنسا.
مذكرتان ضد كارّاي والعقدة المرتبطة بمستشفى ماير
تم تقديم مذكرتين في مجلس الإقليم – إحداهما من الشباب الديمقراطيين، والأخرى من قبل حركة خمس نجوم واليسار الإيطالي وقوى سياسية أخرى – تطالبان باستقالة كارّاي من رئاسة مؤسسة ماير التي تُشرف على مستشفى الأطفال في فلورنسا.
قال فيليبو جوميني، أمين الشباب الديمقراطيين: «ليس لدينا شيء ضد الشخص، لكننا نعتقد أنه من غير المناسب أن يقود مستشفىً عامًا وفي الوقت نفسه يمثل حكومة مسؤولة عمّا يحدث في غزة». وقد دعت حوالي عشرين جمعية مناصرة لفلسطين إلى أسبوع من الاحتجاجات أمام مجلس الإقليم للمطالبة بإقالة كارّاي.
الدفاع: نداء دعم بتوقيعات شخصيات بارزة
في المقابل، تم تداول نداء دعم موقّع من نحو مئة شخصية بارزة، من بينهم الصحفية سوزانا نيرنشتاين، المؤرخ زيفيرو تشيوفوليتي، عالم السياسة دانييلو بريشّي، وعدد من الشخصيات السياسية مثل أندريا ماركوتشي وباولا كونتشا، وهما من المحسوبين سابقًا على رينزي.
تحول في إدارة مؤسسة ماير
الجدل يتقاطع مع أزمة أخرى تتعلق بإعادة هيكلة إدارة ماير. فقد قام كارّاي بتقليص مجلس الإدارة إلى النصف، وجعله ذا طابع إداري فقط، وأنشأ مجلسًا استشاريًا جديدًا يتألف من مليارديرات وشخصيات دولية نافذة، مهمته جمع التبرعات وتقييم المشاريع.
ومن بين الأسماء المشاركة:
رونالد لاودر، وريث شركة Estée Lauder وداعم لنتنياهو؛
لوريتا روتشيلد، من سلالة المصرفيين الشهيرة؛
رونالد سبولي، السفير الأمريكي السابق في إيطاليا؛
حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر الأسبق ومالك فندق الفور سيزونز في فلورنسا (الذي يرتاده رينزي)؛
محمد الشيباني، مسؤول إماراتي بارز ورئيس بنك دبي الإسلامي.
وقد ذُكر اسم الشيباني سابقًا في تقرير صادر عن الشرطة المالية الإيطالية إلى لجنة الأمن في البرلمان (كوباسير)، يشير إلى العلاقات بين كارّاي، رينزي، والمستثمرين من الشرق الأوسط.
قضية تجمع بين السياسة والأعمال والجيوسياسة
تُظهر هذه القضية كيف أن النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي بات يؤثر حتى على السياسات المحلية، وينعكس على المؤسسات العامة والعلاقات الدولية. فمن جهة، هناك من يرى في كارّاي تهديدًا لحيادية مستشفى ماير، ومن جهة أخرى، من يدافع عنه باسم حرية المبادرة الخاصة.
وفي الأثناء، قد تحذو توسكانا قريبًا حذو مناطق أخرى في تعليق علاقاتها مع إسرائيل، مما يُغذي جدلاً يتجاوز الحدود الإقليمية.
الخطوة التالية؟ ستتوقف على ضغط الشارع، وقرارات مجلس الإقليم، وقدرة كارّاي على الصمود في وجه العاصفة السياسية.