الإثنين 22 أيلول 2025

تسابق دولي للاعتراف بدولة فلسطين

تسابق دولي للاعتراف بدولة فلسطين 
فلسطين ترحب وتل أبيب تهدد
عبد معروف /وكالة النهار الإخبارية
خلال ساعات أو أيام قليلة، تسابق عدد من دول العالم للإعتراف بالدولة الفلسطينية، والعمل على حل القضية الفلسطينية على أساس "حل الدولتين".
ومن بين هذه الدول التي أعلنت اعترافها بالدولة الفلسطينية، بريطانيا، كندا، استراليا، فرنسا، البرتغال، بلجيكا، مالطا، لكسمبورغ، أندورا، سان ماينو.
وكان اللافت من بين الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية هي المملكة المتحدة بريطانيا، التي كان لها الدور الأساسي بإقامة هذا الكيان من خلال وعد بلفور وزير خارجيتها عام 1917، ما اعتبر الحد الادنى للاعتذار البريطاني على الوعد المشؤوم والذي اعطى حق من لا يملك لمن لا يستحق.
فالاعتراف البريطاني بدولة فلسطين خطوة لرفع الظلم التاريخي عما أصاب الشعب الفلسطيني منذ العام 1948 والتي أسست لنكبات متتالية يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني حتى الآن،  وهذه الخطوة لا تعفي بريطانيا من دوفع التعويضات اللازمة عما سببته من آلام للشعب الفلسطيني خلال 77 عاما.
من جهته، أشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس باعتراف عدد من الدول بدولة فلسطين المستقلة، مؤكدا أنها تشكل خطوة هامة وضرورية على طريق تحقيق السلام العادل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية.
وأكد الرئيس، أن الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ونيل حريته وتجسيد استقلاله سيفتح المجال أمام تنفيذ حل الدولتين. 
بدوره، اعتبر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، اعتراف دول العالم بدولة فلسطين، خطوة تاريخية تعكس التزامًا بمبادئ الشرعية الدولية وتجسيدًا لقرارات الأمم المتحدة التي نصت على إقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس.
وأشاد رئيس المجلس الوطني بالموقف الشجاع لكل الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، مثمنًا انحيازها لقيم العدالة والحرية في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لعدوان وجرائم إبادة وتطهير عرقي وتهجير قسري، خاصة في قطاع غزة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني.
وأكد أن هذه الاعترافات تشكل منعطفًا مهمًا في تعزيز الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، وتوجه رسالة قوية بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين شعبنا من ممارسة حقه في تقرير مصيره، والعيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة ذات السيادة.
وتعليقًا على اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين، أكّدت حركة (حماس) أن هذا الاعتراف خطوةً مهمة في تثبيت حقِّ شعبنا الفلسطيني في أرضه ومقدساته، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وهو استحقاقٌ لنضال وصمود شعبنا وتضحياته على طريق التحرير والعودة.
كما رأت (حماس) في بيانها إن هذه الخطوة المهمة يجب أن تترافق مع إجراءات عملية، تقود إلى وقفٍ فوري لحرب الإبادة الوحشية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، والتصدي لمشاريع الضم والتهويد في الضفة والقدس.
 ودعت (حماس) المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها إلى عزل هذا الكيان المارق، ووقف كل أشكال التعاون والتنسيق معه، وتصعيد الإجراءات العقابية بحقه، والعمل على جلب قادته من مجرمي الحرب إلى المحاكم الدولية ومحاسبتهم على جرائمهم ضد الإنسانية.
وشددت على أن حكومة الاحتلال الفاشي تُصرّ على الاستمرار في تحدّيها للقوانين والمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية.
***
لا شك أن اعتراف دول العالم بالدولة الفلسطينية المستقلة تعيدنا بالذاكرة إلى منتصف السبيعينيات، عندما اعترفت 105 دول بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني، ورغم الترحيب الواسع في ذلك الوقت، إلا أن هذا الاعتراف لم يردع الاحتلال الاسرائيلي ولم يتمكن من إجبار الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة على وقف عدوانها ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات ولم توقف هجماتها وعدوانها واجتياحاتها ضد الشعب الفلسطيني والأراضي الفلسطينية بما فيها القدس المحتلة .
ورغم الترحيب الفلسطيني والعربي باعتراف بعض دول العالم بالدولة الفلسطينية، إلا أن عدم ممارسة الضغط الجدي على تل أبيب ليس لوقف حرب الابادة التي تتبعها في قطاع غزة، والضغط من أجل وضع حد للتعنت الاسرائيلي. 
فطبيعة الكيان الصهيوني هي طبيعة عدوانية وعنصرية، لا تعمل من أجل السلام حتى لو كان هذا السلام يثبت موقعها على بقعة واسعة من الأراضي العربية الفلسطينية، هو كيان فاشي مازال يمارس عدوانه ومجازره وحروب الابادة، ومازال يصادر الأراضي ويبني المستوطنات، ومازال نتنياهو يهدد الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، فهل يكفي الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة، أم سنعمل على ستر هزائمنا وعجزنا وتشتننا خلف بيان هنا واعتراف هناك، ربما يكون الهدف منها المزيد من تدجين الفلسطينيين في مسار التنازلات؟