عبد معروف
سارعت النظم والسلطات العربية لعقد قمتها في الدوحة بعد ان وصلت النيران الاسرائيلية الى عروشها وكشفت عجزها وعوراتها.
وتمكنت تل ابيب بتوجيه ضربات موجعة استهدفت سيادة دول عربية واسلامية تتغنى بامنها واستقرارها والمحافظة على سيادتها.
وخلال فترة وجيزة من الزمن اجتاح الجيش الاسرائيلي وبدعم امريكي مباشر مناطق واسعة في فلسطين، ولبنان وسوريا وقصف الجيش الاسرائيلي ايران و اليمن وقطر وهدد مصر وليبيا والسودان والاردن بابعاد الفلسطينيين اهالي قطاع غزة الى بلادهم.
هذه الاجتياحات وعمليات القصف والعدوان والتهديدات لم تستهدف الارض والشعب والاحزاب، بل وصلت الى عقر ديار النظم والسلطات العربية والاسلامية، مما دفعها مسرعة لعقد قمتها في الدوحة تحت غطاء التضامن مع قطر واستنكار حرب الابادة في غزة والتهديد الاسرائيلي المتصاعد لدول عربية واسلامية.
لم يكن متوقعا ان تخرج قمة الدوحة باكثر مما خرجت به، واصلا كانت المراهنات على سراب عندما يعتقد البعض ان النظم والسلطات العربية يمكن لها ان ترد عدوان او تدحر احتلال او تحرر ارض.
فكانت الخطابات خلال جلسات القمة شديدة اللهجة، وهدد الرئيس في خطاباتهم بالكثير ذهبت الى حد الدعوة لتشكيل جبهة لمواجهة العدو الاسرائيلي.
كذلك كان البيان الختامي للقمة، شديد اللهجة وعبارات وفقرات كأننا على خطوات من قوس النصر واستعادة الكرامة التي هدرت ومازلت تهدر في كل النظم والسلطات العربية والاسلامية دون استثناء.
كثيرون هم الذين غمرتهم الامال والاماني بأن يكون هذا الجمع الغفير في الدوحة بداية لمرحلة جديدة، وتكون منطلقا لاستعادة الحقوق ووضع حد للعدوان...لكن المراهنة كانت حاطئة رغم البيان شديد اللهجة وعبارات التهديد والوعيد.
فنتائج القمة العربية الاسلامية كغيرها من القمم خيبت الامال، واكدت ان هذه النظم والسلطات مازالت عاجز عن اطفاء النيران الاسرائيلية التي وصلت الى عروشها، فأطلقت خطابات واصدرت بيانا شديد اللهجة وعبارات تصعيدية ليست موجهة للاحتلال وحلفائه بل خطابات وبيان ختامي موجه الى الشعوب التي بدات ترى وتتلمس عورات الانظمة وعجزها امام العدو.. ما يجعلها اقرب الى الانتفاض والحراك دفاعا عن كرامتها.
القمة العربية الاسلامية التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة، ليست هي القمة الاولى لانظمة وسلطات اجتمعت لمواجهة قضايا وتحديات مصيرية، لكن انعقاد قمة الدوحة تاتي في ظل مرحلة اشتدت فيه حرب الابادة على الشعب الفلسطيني، واستمر الاحتلال الاسرائيلي لاراضي عربية وامام تصعيد عدوانه على دول عربية واسلامية دون رادع.
كان الامل ان لا تشعر النظم والسلطات الرسمية العربية والاسلامية بحجم المخاطر التي بدأت تهددها، بل ان يكون لديها القدرة على المواجهة ووضع حد للعدوان والتعنت الاسرائيلي.....