الجمعة 20 حزيران 2025

الشائعات... سلاح الفتنة والتشويش ضد حركة فتح


بقلم: عصام الحلبي

في زمن الفوضى الرقمية، باتت الشائعة أداة فعالة في يد من يسعى إلى زرع البلبلة، وبث الفتنة، وخلخلة الثقة الشعبية تجاه قوى سياسية فاعلة. ومن بين هذه القوى، تتعرض حركة "فتح" لهجمة منظمة من الشائعات التي تُطلقها جهات سياسية، غالبًا بطريقة ملتوية، سواء عبر مواقع إلكترونية مريبة، أو من خلال مجموعات "واتساب" يشرف عليها أفراد يدورون في فلك تلك الجهات، أو حتى من أولئك الذين يتوهمون أن الفوضى تصنع واقعًا جديدًا.

هذه الشائعات غالبًا ما تُقدّم وكأنها حقائق دامغة، فتنتشر كالنار في الهشيم، بلا تدقيق ولا تمحيص. فتارةً تُروّج لأخبار عن "انشقاقات" داخل الحركة، وتارةً أخرى تُفبرك قصصًا عن طرد كوادر، أو تعيينات وإعفاءات لم يسمع بها أحد إلا من خلال خيالهم المريض وأفكارهم السوداء.

لكن الحقيقة التي لا لبس فيها، أن "فتح" – وهي صاحبة المشروع الوطني الفلسطيني – لم تعتد يومًا على العمل في الظل أو اتخاذ القرارات خلف الكواليس. فعندما تُقدم الحركة على إعفاء كادر من موقعه، أو تعيين آخر، فإن ذلك يتم بقرار رسمي، واضح، يُعلن ويُعمم على كوادر الحركة، ويُعلم به الجميع دون مواربة. وعندما تتبنى موقفًا سياسيًا، فهي تفعل ذلك عبر الإعلام، بشكل علني وشفاف، يصدر عن ناطقيها الرسميين أو منابرها المعروفة، لا عبر تسريبات في غروبات أو منشورات مجهولة الهوية.

إن حركة "فتح" لم تكن يومًا إلا من الشعب ومعه، من أجل قضيته العادلة، في العودة، وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ووعي الشعب الفلسطيني لطبيعة دور "فتح" ليس نابعًا من عاطفة آنية، بل من واقع ملموس. فـ"فتح" لم تقصر يومًا في مسؤولياتها الوطنية والاجتماعية، حتى تجاه من يختلف معها سياسيًا.

ولنأخذ مثالاً: يستفيد كل أبناء الشعب الفلسطيني – دون استثناء – من خدمات صندوق الضمان الصحي الذي ترعاه "فتح" عبر منظمة التحرير، وكذلك من صندوق الرئيس محمود عباس لدعم الطلبة الجامعيين، ومن المساعدات الاجتماعية المخصصة لمئات الأسر الفلسطينية، لا فرق فيها بين مؤيد أو معارض. ويكفي "فتح" فخرًا أنها لم تغلق أبوابها أمام أحد، ولم تميّز في خدماتها بناء على الولاء الحزبي، بينما تقوقع آخرون داخل تنظيماتهم وضيّقوا خدماتهم على محازبيهم فقط.

ليست "فتح" بحاجة إلى أن تبرر شرعيتها، فوجودها في صلب منظمة التحرير – ممثلة الشرعية الفلسطينية الوحيدة – هو دليل على عمق دورها الوطني ومركزيته. وبرغم كل ما تعرضت له من حملات استهداف وتشويه منذ انطلاقتها وحتى اليوم، فإنها لم تتخلَّ عن مبادئها السياسية والفكرية، ولا عن التزامها بقضية شعبها.

أخيرًا، نقول: من أراد أن يعارض "فتح"، فليفعل ذلك من موقع المسؤولية الوطنية، لا عبر نشر الأكاذيب والتشويش. فالحقيقة لا تُطمس، والمواقف لا تُؤخذ من شائعات "الواتساب"، بل من التاريخ والواقع، ومن نبض الشارع الفلسطيني الذي لم ينفصل يومًا عن "فتح"، ولن يفعل.