الخميس 25 أيلول 2025

الاحتلال الاسرائيلي يتحدى العالم ويواصل رفضه لوقف حرب الابادة في غزة

وكالة النهار الاخبارية/عبد معروف 
لم يردع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة خلال الأيام الماضية، والتظاهرة البحرية في البحر المتوسط باتجاه قطاع غزة لرفع الحصار، إلى جانب الأصوات المرتفعة هنا وهناك تطالب بمنح الفلسطينيين حقوقهم الوطنية والانسانية، كل ذلك لم يردع الكيان الاسرائيلي لوقف حرب التجويع والإبادة التي ينفذها جيش الاحتلال في قطاع غزة.
تشهد غزة منذ سنوات طويلة أشكالًا متواصلة من العدوان والحصار، إلا أنّ ما يحدث اليوم يمكن وصفه بحرب إبادة ممنهجة تستهدف الأرض والإنسان معًا. استمرار هذه الحرب لا يأتي من فراغ، بل يرتبط بمجموعة من العوامل السياسية والأمنية والعقائدية التي تدفع إسرائيل إلى الإصرار على مواصلة سياساتها الوحشية، رغم الإدانات الدولية المتزايدة.
والحكومات الإسرائيلية غالبًا ما توظف الحروب لتعزيز شرعيتها داخليًا. فالقيادة الإسرائيلية تواجه أزمات سياسية، قضائية، وانقسامات داخلية عميقة، ما يجعل الحرب وسيلة لتوحيد المجتمع الإسرائيلي خلفها وإبعاد الأنظار عن الفساد والأزمات الاقتصادية.
أولا: لأن طبيعة الاحتلال الاسرائيلي هي طبيعة عدوانية وعنصرية لا تؤمن بالسلام ولا تستجيب للنداءات العالمية ولا تلتزم بالقوانين الدولية من أجل تحقيق أهدافها ليس لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية فحسب، بل لإبادة هذا الشعب بصورة لم يسجلها التاريخ.
ثانيا: لأن الاحتلال الاسرائيلي يرى أنه من خلال البلطجة والتمرد والتعسف وحروب الابادة يمكن له أن يهزم أصحاب الحق ويجبرهم على الاستسلام والتنازل عن حقوقهم.
ثالثا: من أبرز أسباب استمرار الإبادة أن إسرائيل تحظى بدعم سياسي وعسكري من الولايات المتحدة وبعض القوى الغربية. هذا الدعم يوفر لها غطاءً دوليًا، ويمنع صدور قرارات أممية حازمة توقف العدوان. وبالتالي، تشعر إسرائيل بأنها قادرة على ارتكاب المجازر دون محاسبة.
رابعا: أن هذا الكيان يرى نفسه فوق المحاسبة، وليس من السهل إخضاعه للقوانين والقرارات والاتفاقيات الدولية الموقعة، لذلك فهو يستمر في عدوانه ومجازره دون أي رادع دولي وأمام ضعف وانقسام فلسطيني وصمت عربي مريب.
إن استمرار إسرائيل في حرب الإبادة ضد غزة يعكس مزيجًا من العقيدة العسكرية العدوانية، والدوافع السياسية الداخلية، والدعم الدولي غير المحدود، إلى جانب مشروع استيطاني استعماري متجذر. غير أن هذا الإصرار يقابله صمود أسطوري للشعب الفلسطيني، الذي أثبت مرارًا أن سياسات الإبادة لن تنجح في كسر إرادته أو طمس هويته.