الأربعاء 8 تشرين الأول 2025

تقارير وتحقيقات

كيف خسرت إسرائيل حرب الرأي العام وربحت الحرب العسكريه....

النهار الاخباريه لندن
تحولت حرب غزة، خلال العامين الماضيين، من مواجهة عسكرية محدودة إلى أزمة سياسية ودبلوماسية هزّت صورة إسرائيل على الساحة الدولية، وأعادت الزخم للقضية الفلسطينية في المحافل العالمية.
اشار مركز "بيو"  لاستطلاعات الرأي ان نحو نصف الشباب في 20 دولة من بينها كندا وإسبانيا وبريطانيا وفرنسا، يحملون آراءً سلبية تجاه إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، في انعكاس واضح لتبدّل المزاج العالمي.
ومن جهته أكد وزير العدل الفلسطيني شرحبيل الزعيم أن "7 أكتوبر شكل نقطة فاصلة في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن "ما يزيد على 75 ألف فلسطيني قتلوا، وعشرات الآلاف مفقودون، وأكثر من 150 ألف جريح"، بينما "تم تدمير 90 بالمئة من مباني قطاع غزة".
وأوضح الزعيم أن حجم الكارثة الإنسانية في غزة كشف البعد الاستراتيجي للحرب، التي تجاوزت الأهداف العسكرية إلى التهجير القسري وتدمير البنية التحتية، ما جعل المدنيين عرضة للمجاعة والفقر والحرمان.
ولفت إلى أن تداعيات الحرب امتدت إلى الضفة الغربية، حيث "شهدت مناطق مثل جنين وطولكرم عمليات إغلاق وهدم غير مسبوقة"، تعكس توسع القمع الإسرائيلي خارج القطاع.

على الصعيد الدولي، قال الزعيم إن الحرب "كشفت الوجه الحقيقي لإسرائيل"، مضيفاً: "أعتقد أن صورة إسرائيل قد تعرّت، وزال القناع الذي كانت تضاعه لتجميل وجهها الحقيقي".

وأشار إلى أن هذا التحول في الرأي العام ترافق مع تحركات دبلوماسية مهمة، إذ "اعترفت 12 دولة جديدة بدولة فلسطين بعد 7 أكتوبر، من بينها فرنسا وبريطانيا"، في خطوة وصفها بأنها "أكبر إنجاز دبلوماسي بعد الدم الفلسطيني".

وأكد الوزير أن هذه الاعترافات "تمثل خطوة عملية لإقرار حقوق الفلسطينيين، وتضعف آثار وعد بلفور التاريخي"، مشيراً إلى أن الدول الداعمة لفلسطين بدأت في "تجميد الصفقات الدفاعية وإلغاء الامتيازات التجارية مع إسرائيل".
أن "حكومة الحرب التي شكّلها نتنياهو في 11 أكتوبر 2023 شهدت انقسامات واستقالات"، كما أدى طول أمد الحرب إلى "فرض الخدمة العسكرية على الحريديم وإشعال توترات اجتماعية وسياسية غير مسبوقة".
بالمقابل فلسطين استفادت من هذا التراجع في دعم إسرائيل لتعزيز موقعها الدبلوماسي، وذلك من خلال  الاعتراف الأول هو الدبلوماسية الفلسطينية والثاني هو الدم الفلسطيني المراق على ثرى فلسطين".

 
 والمستشفيات المدمرة كانت وقودًا غيّر الرأي العام العالمي".
الخلاصه
أن الاعتراف الدولي بفلسطين "سيترك أثرًا سياسيًا وقانونيًا ملموسًا في المستقبل القريب"، مشيراً إلى أن "الدم الفلسطيني والدبلوماسية الهادئة نجحا في إعادة رسم ملامح الصراع"، بينما تبقى المرحلة المقبلة رهناً بقدرة الفلسطينيين على تحويل المكاسب الدبلوماسية إلى واقع سياسي ودولة مستقلة على الأرض.