عبد معروف
حذرت وكالة "الأونروا"، من تفاقم معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وارتفاع نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى 80%، وتوقعت الوكالة الأممية في تقرير سابق لها على أن هذه النسبة قد تصل إلى 90 % في غياب المساعدات، وأكدت على أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هم الفئات الأشد ضعفا على امتداد الأراضي اللبنانية.
وكانت وكالة "الأونروا" أطلقت حملة "الكرامة للجميع" لرفع الوعي بالتحديات التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث يفتقرون إلى الحقوق الاجتماعية والمدنية، ويملكون قدرة محدودة على الوصول إلى الخدمات العامة، ويمنعون من العمل في عدد من المهن.
وأشار تقرير للمؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) واستنادا لمعطيات ميدانية إلى أن معدلات الفقر تتجاوز 85% في معظم المخيمات، وارتفاعًا كبيرًا في معدلات الفقر والبطالة.
وأمام هذا الواقع، يرزح اللاجئون الفلسطينيون في لبنان تحت أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة ومقلقة، وهذا ما برز في الآونة الأخيرة من خلال ارتفاع نسبة البطالة إلى معدلات قياسية، تعتبر في غاية الخطورة بالتزامن مع ارتفاع حاد في أسعار السلع الاستهلاكية وانهيار العملة اللبنانية، وحالة الانهيار العام التي يتعرض لها لبنان مع تصاعد أزماته السياسية والأمنية والمالية.
وتؤكد المنظمات الحقوقية الفلسطينية، أن وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، هو الأسوأ، ويعود السبب الأساسي لتردّي أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إلى عزلهم و إلى إقفال أسواق العمل في وجوههم، وحرمانهم من الضمان الصحّي وحق التملّك.
وأشارت إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعيشون اليوم أوضاعاً إنسانية صعبة، بعد أن انقطعت بهم السبل لجهة عدم قدرتهم على تأمين الحد الأدنى من مدخولهم اليومي لتسيير أمورهم الحياتية والمعيشية.
لذلك، فالأوضاع داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان تزداد تعقيدا، والظروف العامة تزداد صعوبة، وتساهم في تعميم حالة اليأس والإحباط والهجرة، فالفقر لم يعد يحتمل، وتردي الوضع الأمني والاجتماعي وتحويل المخيمات إلى بؤر للفساد والمخدرات أمرا لم يعد في مقدور اللاجئين تحمله.
واستنادا لتقارير وبيانات وإحصائيات محلية وأممية، فإن الجوع يطرق أبواب اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والمساعدات لا تكفي لهذه الفئة الأكثر تهميشا، صرخات تطلق مدوية وأرقام تنذر بالانهيار الشامل.
طبعا، الذين لا يسكنون داخل المخيم الفلسطيني، ويتناولون وجباتهم في المطاعم، ويباتون ليلتهم في الفنادق، أو في شقق ينعمون بالدفء، لا يعلمون كيف هي الحياة داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.