الخميس 2 تشرين الأول 2025

"ليلة رومانية لفلسطين: الآلاف يتظاهرون رفضاً للهجوم على أسطول الصمود"



روما – ماجدالينا شيلانو

شهدت العاصمة الإيطالية روما ليلة حاشدة من التعبئة الشعبية تضامناً مع فلسطين ورفضاً للهجمات التي استهدفت أسطول الصمود العالمي، البعثة الإنسانية المتجهة إلى غزة.

الأسطول تحت الهجوم

خلال الأسابيع الماضية، تعرضت سفن مدنية ترفع أعلاماً أوروبية ودولية لهجمات متكررة قبالة السواحل اليونانية والقبرصية. استخدمت ضدها طائرات مسيّرة وعبوات صوتية وغازات مهيجة وتشويش إلكتروني، ما أدى إلى تضرر عدة قوارب بينها قوارب إيطالية.
الأسطول، الذي يحمل مساعدات إنسانية ورمزية إلى غزة المحاصرة، اعتُبر هدفاً لاعتداء يخرق القانون الدولي ويشكّل "جريمة ضد التضامن العالمي".
ساحة إيسيدرا تتحول إلى منبر لفلسطين

منذ ساعات المساء، تدفق آلاف المتظاهرين إلى ساحة إيسيدرا وسط العاصمة، حاملين الأعلام الفلسطينية واللافتات، مرددين هتافات واضحة:
"أوقفوا إطلاق النار في غزة"
"الحرية لفلسطين"

"الممرات الإنسانية فوراً".

المشهد اتسم بتنوع غير مسبوق: طلاب، نقابات، جمعيات نسوية، حركات مناهضة للعنصرية، مهاجرون ومواطنون عاديون، في صورة أكدت أن القضية الفلسطينية لم تعد حكراً على النشطاء، بل باتت قضية ضمير عام
بين القمع والإصرار

واجهت المسيرة انتشاراً أمنياً مكثفاً، خصوصاً عند ساحة باربريني وبالقرب من ساحة سان سيلفسترو، حيث وقعت توترات محدودة. إلا أن محاولات التضييق تحولت إلى دفعة إضافية عززت إصرار المحتجين.
متظاهرون أشاروا إلى مفارقة لافتة: إيطاليا التي ترسل سفناً عسكرية لحماية القوافل الإنسانية في الخارج، تسعى في الداخل إلى تقييد الأصوات المطالبة بالعدالة والشفافية.

التضامن كفعل سياسي

أكدت التظاهرة أن التضامن مع فلسطين ليس مجرد دعم إنساني، بل فعل سياسي يواجه الصمت الدولي والتواطؤ الدبلوماسي.
"الصمود" (Sumud بالعربية) الذي يرمز إليه الأسطول تحول إلى شعار للمحتجين، باعتباره فلسفة مقاومة وإصرار على الكرامة، ورسالة تتجاوز الحدود.
رمزية المكان
اختيار ساحة إيسيدرا لم يكن مصادفة. فهي تاريخياً نقطة عبور وانفتاح وتلاقي طرق، ومن روما – مركز القرار الأوروبي – انطلق نداء يطالب بكسر الحصار عن غزة، سياسياً وإعلامياً، لا عسكرياً فقط.
فلسطين هنا

أثبتت ليلة روما أن القضية الفلسطينية ليست بعيدة عن أوروبا أو إيطاليا. هي قضية ترتبط بالعدالة والقانون الدولي والكرامة الإنسانية.
المتظاهرون أجمعوا: كل اعتداء على التضامن هو اعتداء على الجميع، وما دام هناك من يرفع صوته في الساحات، فلن تكون فلسطين وحيدة.