الأربعاء 11 حزيران 2025

إسرائيل واليونيفيل.. هل يقترب جنوب لبنان من الفراغ الأمني؟"


النهارالاخباريه – احمد عثمان بيروت 
وسط تصاعد التوترات الإقليمية والمواجهات الحدودية، تبرز تساؤلات جوهرية حول مستقبل قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان، المعروفة بـ"اليونيفيل". فإسرائيل، التي طالما رأت في وجود هذه القوة الدولية قيدًا على عملياتها العسكرية، بدأت حملة سياسية وإعلامية لإنهاء دورها، مدعومة بمواقف أمريكية متغيرة تجاه آلية ضبط الحدود.

التحركات الإسرائيلية الأخيرة تعكس توجهًا لإعادة صياغة الوضع الأمني في الجنوب اللبناني، ما قد يؤدي إلى فراغ ميداني يُهدد الاستقرار الهش في المنطقة. فهل نحن أمام مرحلة جديدة من التصعيد؟ وما تداعيات انسحاب أو تقليص دور اليونيفيل على معادلة الصراع بين إسرائيل وحزب الله؟
حضور قوات اليونيفيل في جنوب لبنان أصبح محل شك مع تصاعد التوترات الإقليمية. منذ تأسيسها عام 1978، لعبت دورًا في مراقبة وقف إطلاق النار، لكنها اليوم تواجه تحديات تهدد استمرارها. التصعيد الإسرائيلي الأخير يعكس محاولة لإعادة تشكيل الواقع الأمني، حيث ترى تل أبيب أن وجود اليونيفيل يقيد عملياتها العسكرية والاستخباراتية. في ظل التحولات السياسية، قد يؤدي تقليص دورها إلى فراغ أمني يزيد من احتمالات التصعيد العسكري.

وتشير المصادر الإعلامية إلى أن "الطلب الإسرائيلي بإنهاء مهمة اليونيفيل هو جزء من عملية ممنهجة لنزع الشرعية الدولية عن الوجود الأممي جنوباً"، معتبرةً أن "إسرائيل لا تريد من يراقبها، بل تسعى إلى بيئة أمنية فارغة تُمهد لتحرك حر في الساحة الجنوبية".
يرى البعض أن وجود اليونيفيل يقيّد التحركات العسكرية الإسرائيلية ويضعها تحت المساءلة الدولية، وهو ما لا تريده تل أبيب. وبات دورها اليوم رمزيًا، إذ لا يمكنها استخدام القوة إلا للدفاع عن النفس، ما يجعل وجودها معنويًا أكثر منه ردعيًا
وتبدو الحملة الإسرائيلية على اليونيفيل، التي تصاعدت في الأسابيع الأخيرة، وكأنها تسعى إلى تفكيك الشاهد الدولي على الخروقات المستمرة من الجانب الإسرائيلي، وتحويل الجنوب اللبناني إلى ساحة أمنية بلا شهود.
 ومع اتساع رقعة الاشتباكات على الحدود وتصاعد نبرة المواجهة مع حزب الله، تسعى إسرائيل إلى شرعنة الفراغ الأمني، بعدما شعرت بأن وجود اليونيفيل يعقّد من عملياتها الاستخباراتية واللوجستية في الجنوب اللبناني.
من جهة أخرى، يرى البعض أن هناك ضوءًا أخضر أمريكيًا وراء ذلك، إذ لا يمكن فصل التحركات الإسرائيلية عن الدعم غير المشروط الذي تتلقاه تل أبيب من واشنطن في المحافل الدولية. وهناك ربط بين "الهجمة على اليونيفيل" والتوجه الأمريكي لإعادة رسم قواعد الاشتباك في المنطقة، إضافةً إلى مؤشرات تفيد بوجود توافق ضمني بين إسرائيل وبعض الدوائر في واشنطن على إعادة هندسة الوضع الحدودي بما يلائم سيناريوهات المواجهة المقبلة.
وفي ظل هذه المعطيات الإقليمية المتغيرة، لا تمانع الإدارة الأمريكية في تفكيك بعض الأدوار الأممية التقليدية إذا كان ذلك يصب في خانة الاحتواء الكامل لحزب الله وإيران. وفي حال انسحاب أو تقليص دور اليونيفيل، فإن ذلك قد يفتح الباب أمام مزيد من الانفلات الميداني، وربما يسرع احتمالات اندلاع مواجهة