الثلاثاء 23 أيلول 2025

تفاقم معدلات الفقر بين لاجئي فلسطين في لبنان ينذر بكوارث إنسانية


عبد معروف

حذرت تقارير حقوقية وأممية من أن تفاقم معدلات الفقر بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، تنذر بكوارث إنسانية غير مسبوقة.
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في بيانات لها، أن العدد الإجمالي للاجئي فلسطين المسجلين لديها في لبنان بلغ 493,201 شخصا. وتشير تقديرات "الأونروا" إلى أن ما لا يزيد عن 250,000 لاجئ من فلسطين يقيمون حاليا في لبنان.
وكانت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أجرت إحصاء بين الفلسطينيين الذين يعيشون في لبنان وأفادت بأن هناك ما مجموعه 174,000 شخص مازال يعيش داخل وخارج المخيمات والتجمعات الفلسطينية . 
لا شك بأن تقرير "الأونروا" استند إلى سجلاتها، دون الاشارة إلى العدد الكبير من اللاجئين الفلسطينيين الذي غادروا لبنان نتيجة الحروب والمجازر وحالات الفقر المدقع التي تعرض لها الفلسطينيون في لبنان خلال العقود الماضية، ما جعل إحصاء لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني يستند إلى الاحصاء الميداني، بصرف النظر عن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في سجلات "الأونروا" أو مديرية شؤون اللاجئين الفلسطينيين التابعة لوزارة الداخلية اللبنانية.
وأمام المعاناة التي يتعرض لها اللاجئ الفلسطيني وارتفاع حالات الفقر لتصل إلى 80 بالمئة، من الواضح أن من ابرز أسباب تفاقم حالات الفقر بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هي:
= الأزمة الاقتصادية اللبنانية: حيث تسببت الأزمة الاقتصادية الحادة التي يمر بها لبنان في ارتفاع معدلات الفقر بين كافة السكان، بما في ذلك اللاجئون الفلسطينيون. 
= الحرمان من فرص العمل: يواجه اللاجئون الفلسطينيون قيوداً قانونية تمنعهم من العمل في العديد من المهن، ويحرمون من فرص العمل النظامية، مما يزيد من الفقر والبطالة. 
= ظروف العيش السيئة:يعيش اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات مكتظة تعاني من ضعف البنية التحتية، ومساكن متدهورة، وظروف صحية بيئية مزرية.
ورأت "الأونروا" أن معدلات الفقر بين لاجئي فلسطين مرتفعة، حيث تفيد التقارير بأن 80 بالمئة منهم يعيشون تحت خط الفقر(المعدل وفقا للتضخم). وأكدت نمذجة البيانات التي وزعتها الوكالة الأممية أنه بدون توزيع المعونات، فإن الفقر سيبلغ 93 بالمئة. 
وأكدت "الأونروا" على أن معدلات الفقر المرتفعة جدا بين لاجئي فلسطين هي نتيجة لعقود من التمييز الهيكلي المتعلق بفرص العمل والحرمان من حق التملك في لبنان، والتي تفاقمت بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية الأخيرة في البلد المضيف. وأضافت  بإن هذا يؤثر الآن على الجيل الرابع من لاجئي فلسطين في لبنان غير القادرين على تجميع الثروة المتولدة والمحافظة عليها والدخول في فئات دخل الطبقة الوسطى بمعزل عن فرص عمل "الأونروا". وفي هذا السياق، أصبحت "الأونروا" أكثر من أي وقت مضى المرجع الرئيس للمساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية للاجئي فلسطين. وتتمثل الأولويات القصوى التي عبر عنها مجتمع اللاجئين في المعونة النقدية وتغطية الاستشفاء.
من جهتها، رصدت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) في بيروت، واقع اللاجئ الفلسطيني في ظل تفاقم حالات الفقر والبطالة، وأكدت وفق ما أجرته من مسح اجتماعي أن ثلثي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تحت خط الفقر.