الإثنين 16 حزيران 2025

اهتمام إيطالي كبير بتطورات الوضع بعد التصعيد العسكري الإسرائيلي الإيراني

 

ميلوني تعقد اجتماعًا أمنيًا طارئًا وتاياني يطلق مشاورات مع القوى الإقليمية والدولية

روما – الصداقة نيوز - النهار الاخبارية

تتابع الحكومة الإيطالية التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط، بعد الهجمات التي شنتها إسرائيل داخل الأراضي الإيرانية، باهتمام بالغ، وسط تحركات دبلوماسية وأمنية مكثفة على أعلى المستويات.

وأفادت مصادر رسمية في قصر كيجي (مقر الحكومة الإيطالية) أن رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني عقدت اجتماعًا عبر الفيديو بعد ظهر اليوم، ضم عددًا من الوزراء المعنيين بالشأن الأمني والدولي، بالإضافة إلى رؤساء وكالات الاستخبارات الوطنية، لمناقشة تداعيات التصعيد العسكري في المنطقة.

وأكدت المصادر أن الاجتماع جاء في أعقاب الضربات الإسرائيلية الأخيرة داخل إيران، والتي أثارت مخاوف دولية من توسع رقعة الصراع الإقليمي وتأثيره على الاستقرار العالمي.

من جانبه، ألغى وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني جميع التزاماته الرسمية لهذا اليوم، وانخرط في مشاورات مكثفة مع حكومات الولايات المتحدة، وإسرائيل، وإيران، وسلطنة عمان، في مسعى لاحتواء التصعيد والدعوة إلى التهدئة الفورية، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيطالية.

كما ترأس تاياني اجتماعًا طارئًا مع كبار مسؤولي وزارته، بالإضافة إلى السفراء الإيطاليين في طهران وتل أبيب ودول أخرى في المنطقة، ضمن أعمال وحدة الأزمات في الوزارة. كما عقد اجتماعًا خاصًا مع السفيرة الإيطالية لدى إيران، باولا أمادي، لمتابعة أوضاع الجالية الإيطالية في المناطق المتضررة.

وفي السياق نفسه، قال وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوسي إنه سيتم تحديد موعد لاجتماع اللجنة الوطنية لشؤون الأمن العام، مؤكدًا على أهمية التنسيق مع ميلوني والوزراء المختصين لإدارة الموقف. وأوضح بيانتيدوسي في مؤتمر صحفي من لوكسمبورغ:

"إذا قلنا إننا قلقون، فهذا لا يعني أن الخطر وشيك، لكن من الطبيعي أن يدفع أي توتر دولي إلى اتخاذ إجراءات احترازية".

على الصعيد البرلماني، أعلن تاياني استعداده لتقديم تقرير مفصل حول التطورات إلى البرلمان الإيطالي، بدءًا من اليوم، بالتنسيق مع رئاستي مجلسي النواب والشيوخ.

وفيما تتعامل الحكومة مع الأزمة بحذر وتنسيق دبلوماسي وأمني، طُرحت مواقف متباينة داخل المشهد السياسي الإيطالي.
فقد دعا رافاييل نيفي، نائب رئيس مجلس النواب والمتحدث باسم حزب "فورزا إيطاليا"، إلى دعم جهود الحكومة، قائلاً:

"لو كانت لدينا معارضة مسؤولة، لشكرت وزير الخارجية على تحركاته، وطلبت منه مواصلة متابعة الأزمة وتقديم تقرير للبرلمان".

لكن المواقف المعارضة كانت أكثر حدة، إذ شن جوزيبي كونتي، رئيس الوزراء الإيطالي السابق وزعيم حركة "خمس نجوم"، هجومًا لاذعًا على حكومة ميلوني، وكتب على صفحته على فيسبوك:

"مع إبادة الفلسطينيين، والآن الهجوم على إيران: هل هناك من يوقف نتنياهو، أم نتركه يجر العالم إلى صراع مدمر؟ أين موقف إيطاليا وأوروبا؟ هل سنستمر في صمت حكومتنا وزيادة الإنفاق العسكري؟".

كما عبّرت إيلي شلاين، سكرتيرة الحزب الديمقراطي، عن قلقها الشديد من التطورات، ووصفت الهجوم الإسرائيلي على إيران بأنه ينذر بـ"عواقب وخيمة وعالمية"، وأضافت:

"نحن بحاجة إلى مبادرة دبلوماسية حقيقية من إيطاليا. التصعيد واضح والدبلوماسية أصبحت أكثر من ضرورية الآن".

وفي ختام اليوم الحافل بالتحركات والمواقف، يبقى الموقف الرسمي الإيطالي مرتكزًا على الدعوة للتهدئة، ومتابعة التطورات عن كثب، في ظل سعي دؤوب لتفادي انجرار المنطقة إلى حرب واسعة النطاق.